يمثل تأثير تكرير زيت على البيئة مصدر قلق كبير اليوم على العاملين في مجال الصناعة وفي ظل تزايد الطلب العالمي على المنتجات البترولية، لذا باتت دراسة هذه التأثيرات واتخاذ خطوات للتعامل معها أمراً حيوياً لدعم الاستدامة والحفاظ على الصحة العامة.
مجموعة من الملوثات
التكرير خطوة لا غنى عنها لتحويل النفط الخام إلى منتجات قابلة للاستخدام مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات لكن من جانب آخر، يمثل التكرير واحد من أكبر مصادر تلوث الهواء.
تطلق عمليات التكرير مجموعة من الملوثات، منها المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) وثاني أكسيد الكبريت (SO2) وأكاسيد النيتروجين (NOx). تسهم هذه الانبعاثات في تكوين الدخان ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل للتنفس عند سكان المجتمعات القريبة.
كما تسهم عمليات التكرير في تفاقم المشكلات الصحية المحتملة لسكان المناطق الحضرية ذات نسب التلوث العالية.
خطر محتمل على المياه
تلوث المياه من المخاطر المحتملة الناتجة عن تكرير الزيوت، تحتوي المياه المستعملة الناتجة عن عمليات التكرير غالباً على مواد ضارة مثل المعادن الثقيلة والهيدروكربونات. يمكن أن يؤدي التخلص الخاطئ من هذه المياه إلى تسربها إلى المياه المحلية، يهدد ذلك الأنظمة البيئية المائية وكذلك صحة المجتمعات المعتمدة، تهدد المياه الملوثة أيضاً مصائد الأسماك والزراعة المحلية.
تدمير التربة
يأتي تدهور التربة من بين تأثيرات تكرير الزيوت على البيئة. يمكن أن تتعرض التربة للتلوث عن طريق تسرب الزيت، والتخلص الخاطئ من النفايات، ما يعطل الأنظمة البيئية ويعيق نمو النباتات. يؤثر ذلك على التنوع البيولوجي وقد يترك أثار طويلة المدى على صلاحية الأراضي وكفاءة الإنتاج الزراعي.
عامل مساعد في الاحتباس الحراري
ثاني أكسيد الكربون (CO2) من أخطر المنتجات النفايات لمصفاة النفط. تسهم عملية التكرير نفسها، إلى جانب احتراق الوقود الأحفوري، في تغير المناخ، يؤثر ذلك بالتالي على أنماط الطقس، ومستويات البحار، والتنوع البيولوجي.
هناك عدة حلول لخفض التأثيرات الضارة لتكرير الزيت على البيئة، منها تطبيق لوائح أكثر صرامة، واستخدام تقنيات وحلول متطورة لتقليل الانبعاثات وتحسين إدارة النفايات، مثل الإجراءات صديقة البيئة للتخلص من النفايات وإعادة تكرير الزيت، إضافةً لاستثمار الشركات في عمليات التكرير النظيفة ومصادر الطاقة المتجددة لتقليل بصمتها البيئية.
يؤثر تكرير الزيت على البيئة بصور متعددة، يخفض من جودة الهواء، وقد يتلف موارد المياه وصحة التربة بجانب زعزعة استقرار المناخ.
مع انتقال العالم نحو ممارسات أكثر استدامة، من الضروري أن تعطي صناعة النفط والغاز الأولوية لحماية البيئة بهدف إنقاذ الأنظمة البيئية والحفاظ على الصحة العامة. من خلال فهم هذه التأثيرات واتخاذ تدابير استباقية، يمكننا العمل نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة.